2019-05-26
11 أيار 2019
NY Times
ترجمة: مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية
من السهل التوصل إلى استعارات لاستخدامها في وصف الحرب في أفغانستان – مستنقع – حفرة مال، صخرة يمكن رفعها على جبل هندو كوش من أجل الأبدية.
قال جون سوبكو، المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان لصحيفة التايمز الشهر الجاري إن القرار الأخير الذي اتخذته إدارة الرئيس ترامب بوقف تسريب المقاييس المهمة عن الحرب؛ حجم قوات طالبان على سبيل المثال، أو ما هي المقاطعات التي يسيطرون عليها، أوما يشبه إيقاف لوحة تسجيل النتائج في مبارة لكرة القدم والقول إن تسجيل هدف ليس بالأمر الهام.
بعبارة أخرى، الشعب الأمريكي متروك لا يعلم بشأن الحالة المخزية لأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، والتي هي الآن في عامها الثامن عشر.
وقال الجنرال جوزيف دنفورد الابن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أثناء جلسة استماع في الكونغرس يوم الأربعاء في 8 أيار إن نهاية الحرب ليست في المدى المنظور وأنه يعتقد أنهم سيكونون بحاجة للاحتفاظ بوجود لمكافحة الإرهاب طالما أن التمرد لا يزال موجوداً في أفغانستان.
طالت فترة وجود البعثة الأمريكية في أفغانستان وأصبحت بحاجة ماسة إلى إشراف قوي.منذ عام 2008 واظب مكتب المفتش العام على إصدار تقارير فصلية تتعلق بعملية إعادة الإعمار وحالة الصراع. في حين أن النسخ المصنفة من التقارير والتي يستطيع الكونغرس الوصول إليها تحتوي على معلومات سرية. أما النسخ المعدة للعامة فتعطي حسابات صادقة لدافعي الضرائب الذين يمولون الحرب وللعائلات التي ترسل أحبتها للقتال هناك.
في آخر تقرير، وإضافة إلى التحديثات التي لم تقدم إلى المفتش العام حول عدد المقاطعات والناس الذين يعيشون تحت حكم طالبان، تم تصنيف المقاييس التالية أو حفظها لتكون تحت نظر العامة: عدد الضحايا الذين عانوا من قوات الأمن الأفغانية، تقييمات أداء الجيش الأفغاني، الشرطة ومؤسسات أمنية أخرى، وكلها معلومات عامة حول الجهوزية العملياتية للقوات الأمنية وعدد وجهوزية جناح المهام الخاصة النخبوي في القوات الجوية الأفغانية وتقارير حول تقدم وزارة الداخلية في جهودها لمكافحة الفساد.
وما كان موثقاً في التقرير العام كان يحتوي على تحذيرات كفاية بالنظر إلى الفترة الزمنية التي غطاها وهي أشهر الشتاء عندما كانت تخف حدة القتال. وإذا كانت خطة إدارة ترامب تقتضي إجبار طالبان على التوقيع على اتفاقية سلام فإن الإحصائيات تعكس حقيقة مقلقة حول فعاليتها.
وفقاً لتقرير المفتش العام فقد شن الأعداء هجماتهم خلال فصل الشتاء. وكان عدد الهجمات الشهرية 2000 هجوماً بشكل تقريبي، أي بزيادة وقدرها 19% بين شهري تشرين الثاني وكانون الثاني، مقارنة بمتوسط الهجمات الشهرية خلال الفترة التي شملها التقرير السابق والتي انتهت بشهر تشرين الأول. وبين شهري كانون الأول وحتى نهاية شهر شباط ارتفع عدد ضحايا قوات الأمن والجيش الأفغانية لتصبح 31% مقارنة بالعام الفائت. وأشار التقرير بقوة إلى حقيقة أن الحكومة الأفغانية والقوات الدولية قد تسببت بمقتل المزيد من المدنيين أثناء الفصل الماضي أكثر مما فعلته القوات المناهضة للحكومة.
وقد أعلنت طالبان عن بداية هجومها السنوي الربيعي في الثاني عشر من شهر نيسان الماضي.
وتحمل محادثات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان والتي جرت في قطر بعض الأمل في إنهاء النزاع على الأقل في المدى المنظور، حيث ستتضمن الصفقة الموعودة بانسحاب القوات الأمريكية في مقابل ضمانات من جانب طالبان بعدم استخدام البلاد لشن هجمات إرهابية أجنبية.. لكن التقرير يشدد على الحقائق المزعجة حول الأمة المتعثرة التي لا تزال تواجه تهديدات وجودية بسبب الفساد المنتشر على نطاق واسع وتهريب المخدرات وتهديد حقوق النساء، وتضاف إلى كل ذلك الحرب.
قامت إدارة ترامب باتخاذ خطوات خاطئة في جهودها الرامية للحد من الحرب العالمية على الإرهاب، علماً أن قرارها حول سورية ترك حلفاءها في حيرة بشأن السياسة الأمريكية. فعلى مدى أكثر من أربعة أشهر كان منصب وزير الدفاع شاغراً وبعد تلك المدة تم تعيين باتريك شاناهان لشغل المنصب الأسبوع الماضي فقط. لا تزال محادثات السلام مع طالبان مستمرة وكذلك الهجمات التي تقوم بها طالبان.
أقل ما يمكن لإدارة ترامب أن تقوم به هو أن تكون أكثر انفتاحاً وصدقاً مع الجمهور الأمريكي حول الحقيقة المرة للوضع في أفغانستان، ويترافق ذلك مع عدم تصريح البنتاغون ببيان يوجز فيه التطورات في أفغانستان لما يقارب العام. ربما يكون الأمريكيون قد فقدوا الأمل من كسب الحرب منذ مدة طويلة لكن هذا لا يعني أن المحاسبة الكاملة العلنية يجب أن تتوقف.